top of page

يوميات صحفي كردي.... تحولات الصحافة والأدب في عصر السوشيال ميديا




عبدالحميد زيباري – اقليم كردستان العراق

استمعت اليوم إلى لقاء إذاعي على إحدى المحطات الدولية الناطقة بالعربية والتي يصل بثها إلى مدينة أربيل الكردية في إقليم كردستان العراق، عبر موجة (أف أم). كان اللقاء مع ناقد وشاعر عراقي يتحدث عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا على الصحافة والأدب. أوضح أن هذه المنصات تميل إلى الأخبار ومقاطع الفيديو القصيرة، وأن أي محتوى طويل يُعتبر مملًا ولا يجذب المشاهدات أو الإعجابات.

 

وأشار الناقد إلى أن حجم المشاهدات والإعجابات أصبح معيارًا أساسيًا لتقييم أي موضوع في عالم السوشيال ميديا. لذا يقترح ضرورة تطوير نوع جديد من الروايات القصيرة جدًا، بعد أن اعتدنا على الروايات الطويلة والقصيرة. ويطالب الكتاب بتطبيق هذا المفهوم الجديد لأن زمن قراءة الروايات الطويلة قد انتهى مع الجيل الجديد.

وأضاف أن الجيل الحالي مطلع على جميع التفاصيل بفضل السوشيال ميديا والإنترنت التي جعلت العالم قرية صغيرة. لذا، لم يعد هناك حاجة لتقديم التفاصيل المملة عن أي مجتمع عند قراءة رواية عنه، لأن المعلومات يمكن الحصول عليها بطرق أخرى.

وأنا، كمتابع لهذا اللقاء، أثار في ذهني السؤال التالي: هل وصلنا فعلاً إلى زمن يجب أن نطبق فيه المفهوم القائل "خير الكلام ما قل ودل" بكل حذافيره؟ وهل يجب أن نترك التفاصيل لأن البعض يعتبرها مملة أو غير مفيدة، في وقتٍ نعلم فيه أن التقرير أو الخبر الصحفي يُقيّم على أساس كثرة التفاصيل التي تجذب المتابع وتجعله لا يبحث عن معلومات أخرى في أماكن أخرى؟

في هذا العصر الذي يُعتبر عصر السوشيال ميديا، هل علينا أن نبتكر طرقًا ووسائل لإيصال المعلومة والخبر بأقصر الكلمات؟ في وقتٍ كنا نعتقد أن عصر الإنترنت فتح فضاء النشر أمام المؤسسات الإعلامية والصحفية على أوسع أبوابه وأخرجنا من الالتزام بعدد الكلمات والأحرف، الذي كانت الجرائد والمجلات مقيدة به وفق مقاسات معينة للورق.

أعتقد أنه مادامت وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وأكس والمنصات الأخرى تقيّم أعمالنا بشكل يومي وتخبرنا عن عدد القراء والمتابعين والمشاهدين لأخبارنا المكتوبة والمسموعة والمرئية، فيجب علينا أن نسعى لتحقيق رضا متابعيها.

 

Comments


bottom of page