المغرب - محمد سعيد المجاهد
ترتدي مدينة طنجة الشامخة حُلة رائعة مرصعة بجواهر الفن والطرب والإبداع في مهرجان صيف طنجة في نسخته الثانية تحت شعار "طرب فن وافتتان من تنظيم مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والفني والرياضي لخلق روح وتشغيل من جديد أنوار البهجة والفرح بساحة الديوانة القديمة بباب المرصى لمشاركة ساكنة طنجة العريقة خادمة الاعتاب الشريفة وضيوفها الكرام في الاحتفالات بمناسبة الذكرى 24 لجلوس الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، وذلك من 28 يوليوز إلى 01 غشت 2023. يشارك في هذا الحدث الفني الطربي ألمع نجوم من المغرب ومصر وإسبانيا مثل الفنان علي صامد والفنان ياسير ياسمرايز والفنانة أمال عبد القادر، والفنانة المصرية القادمة من أرض الكنانة سفيرة الفن والسلام بين الشعوب أسرار الجمال والفنانة الشابة وصال فارس والفنانة ريموند البيضاوية والفنانة عبير العابد والفنانة المُلتزمة سعيدة فكري والفنان العالمي سهيل السرغيني والفنان العالمي المحبوب ابن طنجة مُسلم وفرقة روح النغم للموسيقى العربية برئاسة المايسترو يونس فخار.
ويُقام هذا المهرجان بمناسبة حلول الذكري الرابعة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه المُنعمين، والشعب المغربي يستحضر بأسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، قُوة ومتانة الالتحام المكين الذي مافتئ يجمعه بالعرش العلوي المجيد، على امتداد جميع مراحل بناء صرح مملكة الرخاء والازدهار وأهم المُنعطفات الحاسمة والمواقف الصعبة من تاريخ الأمة.
وتأتي هذه الذكري المجيدة يوم 30 يوليوز من كل سنة، لتسلط الضوء على أواصر المحبة القوية، وتعلق الشعب المغربي الراسخ بجلالة الملك محمد السادس ، رمز الأمة ومُوحدها، وباعث نهضة المغرب الحديث، الذي تمكن بفضل حنكة وتبصر وسداد رؤية جلالته وتجند أبناء هذا الوطن الأبي، من شق طريق التقدم والازدهار بكل عزم وثبات.
طنجة أو عروسة الشمال المغربي كما يحلو لأبنائها والمغاربة قاطبة تسميتها، تتقدم القارة الأفريقية لتكون أول مدينة تلامس أوروبا ولا يفصلها عنها سوى كيلومترات قليلة، حتى أن المُتأمل يستطيع أن يُشاهد حركة السيارات وسطوح المباني في إسبانيا انطلاقاً منها.
مدينة طنجة العريقة نسجت حولها الكثيرة من الحكايات الجميلة والهادئة، كما ارتبطت بأسماء أعلام مغاربة ومن كل العالم، ولا يمكن الحديث عن عاصمة البوغاز بدون أن تقف شامخة ذكرى ابن بطوطة، الرحالة العربي الأشهر،إلى جانب ابن بطوطة القادم من التاريخ القريب، تنسل ذكرى كاتب حظي بالعالمية، هو محمد شكري، وتنساب جمله وفقرات روايته الشهيرة «الخبز الحافي» لتسرد علينا بعضاً من مدينة طنجة كما عرفها، مدينة جميلة لكنها غامضة، ساحرة وأيضا موغلة في الرهبة من يومياتها.
هذه المدينة الساحرة التي تأسست سنة 1320 قبل الميلاد، تغطي مساحة تبلغ 124 كيلومترا مربعا، وترتفع عن سطح البحر مئة وخمسةً وأربعين كيلومتر، أما ألقابها فعديدة مثل جاذبيتها، فمن عاصمة البوغاز إلى عروس الشمال وطنجة العالية وغيرها من الأسماء التي تترجم العشق لها.
من أشهر معالمها الطبيعية مغارة هرقل التي شاء لها تصريف الرياح وتوارد مياه البحر عليها أن تتشكل مثل خريطة أفريقيا، لتجسد المدينة بالفعل وصفها من كونها بوابة أوروبا نحو أفريقيا وأيضا بوابة أفريقيا نحو أوروبا.
طنجة قنطرة الحضارات والثقافات
هي المدينة التي تجاور جبل طارق، وعند مضيقه تستنشق ريحاً يمتزج بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، جوها معتدل في الصيف كما في الشتاء، يتكيف مع تقلبات الطقس، لا هو بالبارد جدا ولا بالساخن جدا، فالرياح تهب عليها من كل النواحي من المحيط الأطلسي والأبيض المتوسط، تحتوي على عدد متنوّع من التضاريس التي تتمثّلُ في الهضاب كهضبة مرشات، والسواحل الساحليّة كساحل البحر الأبيض المتوسّط، وساحل المحيط الأطلسيّ، والخلجان كالخليج الكبير، والبحيرات كبحيرة سيدي قاسم، والوديان كوادي الملاح، ووادي الشط، والجبال كالجبل الكبير، والغابات كغابة الرميلات، وغابة مسنانة.
Comments