نور سلطان (كازاخستان) - حدد الاجتماع التاسع عشر للأمانة العامة لمؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في العاصمة الكازاخية نور سلطان يومي 14-15 سبتمبر 2022، موعدا لعقد المؤتمر السابع المقبل، تحت عنوان: “دور زعماء الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الاجتماعية والروحية للبشرية في فترة ما بعد الجائحة "، وذلك بعد 19 عاما من العطاء واعتمدت مفاهيم التقارب بين الديانات والثقافات والتسامح والسلام والتنمية والأمان للمجتمعات العالمية.
ويتضح الاعتراف العالمي بالنجاح والثقة في هذا المؤتمر على مر السنوات الماضية، وذلك من خلال تصريحات وممارسات ومشاركات القيادات العالمية في هذه المؤتمرات الـ 19، وخاصة رؤساء الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والهند والصين وروسيا وتركيا وبولندا وألمانيا ورؤساء المنظمات الدولية الكبر، والعديد من قادة دول العالم.
ويعتقد بضرورة تواصل مثل هذه المؤتمرات التي من شأنها فتح آفاقًا واسعة نحو فهم مشكلة التطرف والإرهاب، وإثراء الحوار بين الأديان المختلفة في العالم، وتحقيق فهم أعمق للأديان، وقبول الآخر ونشر ثقافة التسامح، التي ربما يحتاجها العالم أكثر من ذي قبل، لوقف النزاعات المسلحة العرقية والطائفية، التي تسود مناطق عديدة في العالم.
فقد تم اقرار مشروع المؤتمر الأول لقادة الأديان العالمية والتقليدية في 13 فبراير 2003، فيما انطلق المؤتمر الأول في سبتمبر 2003، حدثًا فريدًا تحت عنوان “المؤتمر الدولي للسلام والوئام"، حيث اجتمع ممثلو العالم الديني بأكمله على طاولة واحدة لأول مرة، وتكمن أهمية هذا المؤتمر في مفاهيم فكرته عبر حوار الأديان باعتباره أداة فعالة لحل النزاعات ومكافحة الإرهاب، وكان الغرض من هذا اللقاء هو إيجاد نقاط مرجعية مشتركة في العالم لإنشاء مؤسسة دولية دائمة وضمان الحوار الديني وتنسيق القرارات المصيرية.
وتبنى المؤتمر الأول إعلان تضمن بيانات لقادة روحيين حول الإجراءات المشتركة لضمان الانسجام والاستقرار في المجتمعات كأساس لعالم متناغم في المستقبل، فيما تم اتخاذ القرار بعقد منتدى مشترك بين الأديان على أساس منتظم - مرة كل ثلاث سنوات - وإنشاء هيئة دائمة للحوار الدولي بين الأديان أطلق عليها اسم "أمانة المؤتمر"، ونتيجة لذلك، أصبح المؤتمر منصة حوار عمل لحل المشكلات العالمية.
المؤتمر الثاني
وبعد ثلاثة أعوام انعقد المؤتمر الثاني في سبتمبر 2006، والذي ركز على مجالين: "حرية الدين واحترام أتباع الديانات الأخرى" و"دور القادة الدينيين في تعزيز الأمن الدولي"، حيث تم تشييد مبنى خصيصا لهذا الحدث هو "قصر السلام والمصالحة". وقد تم اعتماد وثيقة "مبادئ الحوار بين الأديان" في اليوم الأول، والتي تضمنت المكونات الرئيسية التي وجهت المشاركين في الحوار، فيما تم اعتماد وثيقة ختامية تعترف بدور الدين في العالم الحديث، وتهدف إلى تعزيز دور ورسالة قادة الأديان العالمية والتقليدية في إرساء الأمن العالمي. وفي الوقت نفسه اعتمد المشاركون في المؤتمر الثاني إعلانًا مشتركًا دعا ممثلي جميع الأديان والجماعات العرقية إلى منع النزاعات القائمة على الاختلافات الثقافية والدينية.
القمة الثالثة
وناقش المؤتمر الثالث لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، الذي عُقد في يوليو 2009، "دور الزعماء الدينيين في بناء عالم يسوده التسامح والاحترام المتبادل والتعاون"، حيث تم إجراء بعض التغييرات على شكل المؤتمر، بما في ذلك مقدمة عن الجلسات الجانبية. وفي نهاية الحدث، تم اعتماد وثيقة ختامية مشتركة تدعو المجتمع الدولي إلى دعم وتعزيز جهود القادة الدينيين والمنظمات لإقامة حوار مثمر بين الأديان للمساعدة في الحفاظ على الحوار بين الأديان والحضارات. وفي نهاية هذا المؤتمر تم تقديم اقتراح لإنشاء مجلس للزعماء الدينيين لضمان الحوار والتعاون مع المنظمات الدولية الأخرى، التي يهدف عملها إلى الحوار بين الثقافات والتعاون الاقتصادي.
أما المؤتمر الرابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، فقد عُقد في مايو 2012 تحت عنوان "السلام والوئام كخيار للبشرية"، والذي أكد على الدور المهم للزعماء الدينيين في تعزيز أمن الإنسانية، وتحسين الحوار والتفاهم المتبادل. وكانت إحدى أهم مبادرات المؤتمر الرابع إنشاء مورد إنترنت في إطار بوابة إلكترونية واحدة G-Global، مخصصة لتشكيل وتعزيز التسامح والثقة العالميين.
وتبنى موضوع المؤتمر الخامس الذي انعقد في يونيو 2015، حوار القادة الدينيين والسياسيين من أجل السلام والتنمية، فيما استند أحد مبادئ الإعلان، الذي صاغه المشاركون في المؤتمر، إلى دعوة أطراف النزاعات العسكرية لوقف الاشتباكات ووضع اتفاقيات لإنهاء العنف وحماية المدنيين من خلال المفاوضات.
وفي أكتوبر 2018، عُقد المؤتمر السادس وحمل عنوان: "الزعماء الدينيون من أجل عالم آمن"، اتفق المشاركون في المنتدى بالإجماع والتركيز على الموضوع الرئيسي وناقشوا التقارب بين الثقافات والحضارات، وتحدثوا عن الأمن العالمي وإجراءات مكافحة التطرف والإرهاب، فيما أظهرت نتائج هذا المؤتمر أنه من الضروري الوصول إلى مستوى جديد من المشاركة، وأكد البيان الختامي على أن جميع القادة الروحيين بحاجة إلى التواصل مع المجتمع الدولي والشعوب والدول من خلال مناشدة من أجل السلام والأمن.
Comments