تونس :نورة حفيّظ
عدسة : محمد كريم ناضور
إنّه خوسيه فرنانديز توريس ابن فوينلابرادا أشهر اعلام الفلامنكو في مدريد الاسبانية.
صعد على ركح مسرح الحمامات مساء العاشر من يوليو 2024 على هتافات اسمه " توماتيتو ", الذي ارتداه منذ بداية مشواره الفني كعازف جيتار فلامنكو في فجر السبعينيات في عرض من المحتمل ان يصعب نسيانه.
في عرض الفلامنكو هذا ، تم تحويل المسرح إلى هبة من الضوء و الالوان حول مسرح تركت فيه إيقاعات و أصوات اسبانيا انطباعا قويا شبيها بالبصمة.
محاطا بالمغنين سانتيانغو كورتيناس بارول و غييرمو كامبوس خيمينيز ، و عازف الإيقاع جوناتان كورتيس هيريديا
وعازف الجيتار خوان خوسيه سواريز إسكوبار، قام توماتيتو، بشعره المتطاير في مهب الريح وارتداء ملابس سوداء بالكامل، بتكريم الجمهور بمقطوعات مؤلفة بدقة سلطت الضوء على براعته ومهاراته.
الدقة الفائقة للإيماءة تولد الجمال الذي بدونه لا يمكن تحقيق النشوة.
الفن تجسيد لحالة روح و اعمق مكنوناتها أليس الفلامنكو تعبيراً عن أعمق المشاعر الإنسانية؟
الجمهور الذي جاء لحضور العرض، والمكون من خبراء رفيعين، ابتهج بكل دقيقة قضاها للدخول في بُعد مختلف تمامًا، حيث لا شيء يهم سوى المعنى الذي نعطيه للفن: يمكننا تخمين الحب، ونرى آلامه، ونحن نسمع الصرخة التي تأتي من أعماق النفس، ولا يسعنا إلا أن ننحني أمام الموسيقى التي تسمو بنا نحو المطلق و مع الفكر نحو الإله حيث لا شيء يمنع ما نشعر به في تجرد من كل مادي، وللفنانين الذين يسكنهم فنهم...
ترددت الإيقاعات الصوتية المنبعثة من ذخيرة إسبانية نموذجية لأكثر من ساعة لإسعاد عشاق الموسيقى الحاضرين، المنتبهين جدًا لإتقانه للآلات التي لا مثيل لها. معززا بحضور رئيس ديوان وزارة الشؤون الثقافية وسفراء إسبانيا وصربيا والبرتغال مع وفد أجنبي، قدم الحفل الذي تم تنظيمه بدعم من السفارة الإسبانية في تونس، رحلة خارج الوطن الزمان والمكان ممتزجان تمامًا في هواء الفلامنكو مع تأثيرات موسيقى الجاز وفي أعماق الثقافة الإسبانية، ويتقاسمان مع الجمهور لغة عالمية: الحب والجمال الإنساني.
عرض الفلامنكو هذا علمنا كيف يمكن ان نشاهد الاحساس بأعيننا و كيف يمكن للموسيقى ان تتكلم.
حقاً لقد سكتت الكلمة و نطقت الالحان
Comments