top of page

المرء يخلق قالب حياته




سناء أرحال


لطالما بحث المرء عن دوافع قوية يسير بها حياته، ليملأ جوانبها الفارغة بمعاني تكسبه قيمة الاستمرار في هذه الحياة.


وقد لا تكمن معاني الحياة في الحياة ذاتها، بل في ذلك الملء الذي يخلقه المرء نفسه، في قالب حياته، حيث  يدرك أن حياته، لابد أن تشع فيها مشاعر عارمة بالهدف، ممزوجة بكثير من الأمل والتطلع، عبر سعي دؤوب، يجدد حركية وجوده، ويجذب مبررات، هي في الأصل صميم أهدافه.


 وفي سبيل الوصول إلى قالب حياة مصاغ على نحو موفق، يتطلب منه الانتقاء والاختيار بمنأى عن الفوضى والعبثية، لأن حياة المرء في جزء كبير منها، قد حيكت من نسيج قناعات المرء وميولاته.



وقد يتمرد المرء على ماضيه، ويعلن بإرادة حرة أنه يملك ما يكفي من القوة حتى يبدأ دائما من جديد، فينتزع عنه بكل تحدي تلك الأجزاء من الماضي، ليتنسى له أن يولد مرة أخرى، بقلب صامد جديد يستطيع عبره تقرير الذات، متحررا من أي سلبية هدامة.


فيحيى المرء باندماج في باطنه الذاتي، محققا ضربا من الاتصال بينه وبين واقع حسم أن يكون فيه "الإنسان الجديد"، وسرعان ما يتجه باهتمامه وتركيزه نحو أهداف وغايات أخرى، وهنا يثور في نفسه حماس كبير يشعر معه باندفاع يقوده لخوض غمار المحاولات والتجارب، حتى يصنع لنفسه قالب حياة فريد يتماشى وتطلعاته المتجددة باستمرار دائم.

コメント


bottom of page