
كتبت :نداء حرب
في إطار المتابعة والقراءة السياسية لما يجري دولياً وخاصة ماحملته الملفات الدولية المتعلقة باللاعبين الأكبر على الساحة السياسية يتبادر للأذهان السؤال عن ماذا يتمخض اللقاء الروسي الأمريكي والذي سيكون تحت الرعاية التركية وهل لتركيا حصة من نصيب الأسد في هذه المبادرة فماهي وكيف ستكون التوقعات ؟.
فهل تشير التوقعات إلى أن هذا اللقاء سيكون محاولة لإدارة الأزمات القائمة بين الطرفين،الأمريكي-الروسي خاصة في ظل التوترات المتصاعدة منذ بداية الحرب في أوكرانيا، أم أنها ستحمل حلولاً أو وتفاهمات محتملة..؟.
بداية قد تُطرح مبادرات لوقف إطلاق النار أو تخفيف التصعيد، خاصة في المناطق الساخنة مثل دونباس فهذا الملف الأهم بالنسبة لروسيا والتي تدفع بأوراق سياسية مهمة لإنهاء هذه الحرب.
ومايهم الولايات المتحدة أنها قد تدفع نحو إعادة فتح ممرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بعد انسحاب روسيا من الاتفاق السابق،فتقترح إعادة تفعيل اتفاقيات تصديرالحبوب الأوكرانية، مع ضمانات أمنية من روسيا.
وتتصدر العمل الإنساني فتعرض حلولاً عبر اتفاقيات إنسانية لتبادل الأسرى أو السماح بمرور المساعدات الإنسانية.
فيما مايؤرقها من موضوع الأسلحة النووية وركضها على الحد من التسلح، فربما يُناقش الطرفان تجديد معاهدة "نيو ستارت" أو إيجاد إطار جديد للحد من الأسلحة الاستراتيجية،وتطرح مناقشة قواعد جديدة بتجديد جزئي لاتفاقيات الحد من الأسلحة النووية، وإنشاء قنوات اتصال مباشرة لتجنب سوء الفهم في حالات الأزمات وطبعاً سيصب في مصلحتها أولاً وأخيراً.
طبعاً لن تسقط من حسابها الملف النووي الايراني والمتوقع أنهاستقترح مناقشات حول تنسيق الجهود بشأن هذا الملف الشائك،وبتنسيق محدود لضمان عدم تصعيد إيران في برنامجها النووي، خاصة مع تصاعد التوترات في المنطقة.
أما عن المحور الإقليمي والنفوذ بسوريا سيتم الطرح وفق مانتوقع، مناقشة تقاسم النفوذ في شمال سوريا، خاصة مع تصاعد الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا وتلك المدعومة من روسيا.
والمتوقع أن يكون تنسيق محدود بشأن مكافحة الإرهاب في المنطقة،فربما يتم اللجوء إلى اتفاقيات لتخفيف التوترات في مناطق التماس بين القوات الموالية لروسيا وتلك المدعومة من الولايات المتحدة، ونتساءل هل سيكون هناك عمل و تنسيق محدود في ملف مكافحة تنظيمات إرهابية ومسلحة مثل داعش أم سيكون غطاء جديد؟.
ولايخفى لدينا أن من أهم قضايا الولايات المتحدة الأمريكية بعدماطرح سابقاً أن تعرض عمليات التفاوض على تبادل الأسرى، أو الإفراج عن معتقلين من الجانبين،مثل الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش المحتجز في روسيا.
عبر القراءات المهمة لدى أمريكا ضمن الأولويات الأكثر أهمية أمنها السيبراني وفضاءها الإلكتروني ،فهو ساحة حربها الرابحة خاصة مع تصاعد حروب الفضاء الإلكتروني فربماتطرح مناقشة قواعد لضبط الهجمات الإلكترونية المتبادلة، عبر اتفاقيات غير رسمية لتجنب الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحيوية.
أما بالنسبة لدور الوساطة التركية هل سيكون لها نصيب من الكعكعة ومايمكن أن تطرحه خلال هذا اللقاء كونها حظيت بشرف الاستضافة فقد تتبنى تركيا مبادرات لتعزيز الحوار بين الطرفين،مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع كل من واشنطن وموسكو،فتعزز دورها كوسيط في قضايا مثل تصدير الحبوب الأوكرانية أو تبادل الأسرى، ولعل الهدف الأساسي هو تجديد التواصل لتفادي انهيار كامل في العلاقات الثلاثية ، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا ودعم مطالبها على الساحة السورية .
وأخيراً يرجح أن يكون اللقاء الأمريكي الروسي في إسطنبول خطوة لاحتواء التوترات بدلاً من حلها، مع إمكانية تحقيق اتفاقات صغيرة، لأن التعقيدات الجيوسياسية وتضارب المصالح تجعل التوقعات الكبرى غير واقعية في المدى القريب، وربما يكون التركيز على إدارة الأزمات وتفادي التصعيد، بدلاً من التوصل إلى حلول جذرية.
Comments