top of page

أنت قبيلتي..

  • nourelkomy1245
  • 11 أبريل
  • 2 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: 13 أبريل



د. عبد الرحيم شكير

حبيبتي..

يا غزالةً أفلتَتْ من نِبالِ القبائلْ

يا من عشقتُها قرون طوالْ

كتبتُها قصيدةً على لسانِ

جميلٍ وقيس وعنترهْ..

وزهير وامرئ القيس والمهلهلْ..


تعالي، حبيبتي، تعالي

ندوِّن في كتبِ الهوى قصَّتَنا

نُفتّشُ عن أسماءِ عيونِك

في "العقد الفريد"، في "البيان والتبيين"

وفي "كتاب الأغاني"..

تعالي نُنبتُ في الرمل أزهارَ المعاني


أنا من رسمتُ للتاريخ صورتَكْ

أنا من كتبتُ بماء الذهب

للشّعر العُذْري سيرتَكْ

وبالكُحل النَّجْدِيِّ

بنيتُ عيونكْ


أنتِ انْكساري…

وانْتصاري…

وكلّ ما تبقّى من السطوة

في قلبِ فارس يُقاتلْ

أنتِ رايتي…

حين تُرفع راياتُ المعارك

ومشعلي..

حين تُطفأ في دربي المشاعلْ

أنت

قبيلتي

التي تُجيرني

حين تستبيحُ دمي القبائلْ


أنتِ

قبيلتي…

فلا نسبًا يُجيرني سواكِ

ولا دارًا

ولا وطنًا

إلا في اتّساعِ عينيكِ


أنتِ

عشيرتي… التي نَصَرتْني

حين مسَّني الحيفْ..

وحين تناثرت في صدري المهازلْ

آوتني من جوع.. وآمنتني من خوف


أنتِ جمْعي حين خانتني الجموعْ

و أنت عشيرتي

حين جارتْ علي العشائرْ..

وجاءتني رماحُ قومي من كل قوم

أنكروني حين قلتُ شعرا

في جمال عينيْكِ

وأهدروا دمي بين القبائلْ


هدَّموا كلَّ خيامي، وما انْهدمْتُ

أحرقوا كلَّ أمتعتي، وما انْحرقتُ

كسروا كلَّ السُيوف وما انْكسرتْ

وحين أضرموا النار في قصيدتي

يا حبيبتي.. يا قبيلتي.. يا قصيدتي

جُننتُ!..

وانْهدمتُ..

وانْحرقتُ..

وانْكسرتْ..

وكالمجنون.. أَمْسَيْتُ

أفتش عن ملامحكْ

في الرمادْ..


أسكتوا صوتي

لكن ما استطاعوا، يا حبيبتي،

إسكات الفؤادْ

استباحوا خيلي

وباعوا نخلي للريحْ..

ووَشَّوْا صدري بالسوادْ..

ظللتُ أطاردُ ظلَّك

في الصحارى

في القصائد

في المدادْ

تارةً أبيتُ راحِلًا

وتارةً أستريحْ..


سيكتب من يأتون في المستقبلْ:

مرّوا من هنا خِلَّانُ حُبٍّ

في عيونهم كانتْ تصْهَلُ الخيلُ

ومن قلوبهم ترتوي قوافلْ

سيلمحون في الرماد

قصيدتي مرميَّهْ..

كدرعِ فارسٍ تكالَبتْ عليه الدروع

ففرَّ دون أن ينازلْ

ستُنبأهم عُيونُك العسليَّهْ

بقصَّةِ حُبِّنا الجَميلهْ

سيقرؤون بين أبياتي

أنك

امرأة.. بحجم قبيلهْ..


طرَّدوني يا حبيبتي، وقالوا : "ملعونْ"

وعلقوا على باب القبيلة صورتي

وخطُّوا عليها : "هذا هو المجنونْ"..

ولما انزوى الليل يا حبيبتي

وأُسْدِلَتْ ستائرُ الخيامْ

لملمتُ حروفَكِ حرْفًا حرْفًا

من بين الرُّكامْ..

نفضْتُ عن عينيكِ الرَّمادْ

وأنشدْتُ فيهما قصيدة جديدهْ..

تفوح بالعشق والغرامْ

أَوْقَدْتُ من لحظك الفتَّان شُعلةً

وعلَّقتُها على أسْوار القبيلهْ

لكي تظل شاهدة أن الحبَّ، كالنَّصرِ،

قد يَنْبَعِثْ

من حُطامْ..


وها أنذا أمتطي خيولَ حُلمي

أحملُ قصيدتي الجديدهْ

أجيئُك مكسُوًّا بعطرِ الانتصارْ

لا سيفَ لي

إلا هواكِ

ولا انتماء لي

ولا ديارْ..

سوى عيناك

وسيفهما البتَّارْ

أنتِ

قبيلتي

التي أجارتني يوم

أحلَّتْ دمي القبائلْ

أنتِ

قبيلتي

التي ظلّتْ إلى جانبي تقاتلْ…

أنت

قبلتي

التي أباهي بها القبائلْ..


عبد الرحيم شكير

Comentários


bottom of page