تحتفل جمهورية أذربيجان اليوم بالذكرى التاسعة والتسعين لميلاد زعيمها الوطني حيدر عليف الذي كرس حياته من أجل ازدهار ورفاهية أمته محتلًا مكانة خاصةً في قلوب أفراد شعبه.
ويذكر أنَّ القائد حيدر علي رضا أوغلو عليف الذي ولد في 10 مايو 1923 في مدينة ناختشيفان الأذربيجانية، قد التحق بكلية الهندسة المعمارية في المعهد الصناعي الأذربيجاني (جامعة النفط والصناعية الحكومية الآن) عقب تخرجه من مدرسة ناختشيفان التربوية في عام 1939. إلا أنَ اندلاع الحرب العالمية الثانية حال دون تمكنه من إكمال تعليمه.
وفي الفترة ما بين عام 1941 و1944، ترأّس عليف فرعًا سريًا من فروع إدارة الأرشيف بمفوضية الشعب للشؤون الداخلية لجمهورية ناختشيفان ذات الحكم الذاتي، ثم شغل منصب رئيس الإدارة العامة لمجلس مفوضي الشعب في جمهورية ناختشيفان الاشتراكية السوفيتية. وفي مايو من عام 1944، تم إرساله للعمل بأجهزة أمن الدولة.
وعقب تخرجه من معهد تدريب كبار الموظفين التابعة لجهاز أمن الدولة (KGB) لدى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في لينينغراد (سانت بطرسبرغ حاليًا) في 1949-1950، تم تعيينه رئيسًا لأحد فروع جهاز أمن الدولة في أذربيجان الاشتراكية السوفياتية في عام 1950. وتخرج من كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية (حاليًا جامعة باكو الحكومية) في عام 1957.
وفي عام 1958، تم تعيين حيدر علييف رئيسًا لقسم مكافحة التجسس في جهاز أمن الدولة في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية. وفي عام 1964، تمت ترقيته لرتبة نائب رئيس جهاز أمن الدولة.
وفي عام 1966، تابع حيدر علييف إكمال دورات التطوير المهني الخاصة بكبار الموظفين في المعهد العالي الذي سمي تيمنًا برجل الثورة السوفيتي فليكس ادموندوفيتش دزيرجينسكي في موسكو.
وفي عام 1967، تم انتخابه رئيسًا لجهاز أمن الدولة التابع لمجلس وزراء جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية وتمت ترقيته إلى رتبة لواء. ثم تم انتخاب حيدر علييف سكرتيرًا أولًا للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني خلال جلسته الكاملة التي عقدت في 12 يوليو 1969.
على مدار اثنين وعشرين عامًا، حظي حيدر عليف بعضوية مجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وأذربيجان الاشتراكية السوفيتية. وشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفييتي في الفترة ما بين 1974 و1979.
في عام 1976، ترشَّح حيدر عليف للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي، حيث انتُخب عضوًا في ديسمبر عام 1982. ثم تم تعيينه نائباً أولًا لرئيس مجلس الوزراء في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية. وخلال هذه الفترة، تولّى حيدر عليف مسؤولية القطاعات الحيوية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية.
وفي أكتوبر 1987، استقال حيدر علييف من مناصبه احتجاجًا على السياسة التي انتهجها المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي والأمين العام ميخائيل جورباتشوف على وجه التحديد.
وعقب المأساة الدموية التي ارتكبتها القوات السوفيتية في باكو ليلة 19 - 20 يناير 1990، أدلى حيدر عليف تصريحًا في مكتب تمثيل أذربيجان في موسكو طالب فيه بمعاقبة منظمي ومنفذي الجريمة ضد الشعب الأذربيجاني احتجاجًا على السياسة المنافقة التي تتبعها قيادة الاتحاد السوفيتي نحو الصراع في ناغورنو كاراباخ. وترك الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي في يوليو 1991.
وبعد يومين من عودته إلى باكو في 20 يوليو 1990، غادر حيدر علييف إلى ناختشيفان حيث تم انتخابه عضوًا في المجلس السوفييتي الأعلى لأذربيجان وجمهورية ناختشيفان الاشتراكية السوفيتية المتمتعة بالحكم الذاتي.
وفي عام 1991، تم انتخاب حيدر علييف رئيسًا للجمعية العليا لجمهورية ناختشيفان، وشغل منصب نائب رئيس المجلس السوفييتي الأعلى لجمهورية أذربيجان حتى عام 1993.
في 21 نوفمبر1992، انتخب حيدر علييف رئيسًا لحزب أذربيجان الجديدة خلال في المؤتمر التأسيسي للحزب.
وحين كانت أذربيجان على شفير حرب أهلية قد تقودها لفقدان استقلالها في مايو ويونيو 1993، طالب الشعب الأذربيجاني بتولي حيدر علييف السلطة. وحينها اضطرت القيادة الأذربيجانية لدعوة حيدر علييف إلى باكو. وفي 3 أكتوبر 1993، تم انتخاب حيدر علييف رئيسًا لجمهورية أذربيجان، حيث شهدت الانتخابات الوطنية إقبالًا واسعًا.
يعد حيدر علييف شخصية استثنائية كتبت التاريخ الحديث لأذربيجان، ويذكره التاريخ كسياسي ورجل دولة بارز، وكان زعيمًا حقيقيًا لأمته وأسطورةً في حبة لوطنه أذربيجان. حيث تولى رئاسة الدولة خلال واحدة من أصعب الفترات التي مرت عليها، وقاد شعبه عبر هذا الطريق الشائك المليء بالعقبات.
في 12 ديسمبر 2003، توفي الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف في مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية ودُفن في ساحة الشرف في باكو في 15 ديسمبر.
Opmerkingen