عزيزي دكتور أحمد خالد توفيق.. أهدي هذه الكلمات إلى روحك المحلقة بيننا، فتلك هي الذكرى الأولى لفراقك عنا، ولكم افتقدناك كثيرا، ففي الثاني من أبريل من العام الماضي رحلت عنا، وودعتنا -ذلك الوداع الاخير- الذي مر علينا كالكابوس، واليوم وفي تلك الذكرى المؤلمة تأكد لدينا أننا لازلنا نعيش ذلك الكابوس، فقد جاءت واقعة وفاتك علينا صعبة مؤلمة، أما الاصعب من ذلك هو ما نحياه الآن في حضرة ذكراك، لست ادري حقا أ من حقي أن أعرف كل ما يقال في حضرتك، لكنه الشعور العارم أو الرغبة الملحة، فقد كنت بيننا ولازلت، جعلت الشباب يقرأ، وليس الشباب فقط.
والآن سيدي العراب لا أعرف كيف أبدأ في هذا الحديث،فقد عرفناك في كل حرف سطرته لنا، تذوقنا سويا "الشاي بالنعناع والقهوة باليورانيوم"، مازحتنا في "زغازيغ" ،رأينا "اليوتوبيا" بكل معالمها، عشنا معك في"الفانتازيا"، سافرت معنا في "سفاري"، ورأيناك هناك مع رفعت اسماعيل تتحدثان في "ما وراء الطبيعة" ،مهدت انت لنا رحلة رفعت مع المرض والأشباح، وفي كل سطر توقعنا النهاية ،لكن ما لم نكن نتوقعه أو ننتظره، هو نهايتك انت ووفاتك، فقد ودعناك في حالة ذهول وصدمة، والى الآن لم ولن نبرح قبرك ،سنظل هناك دائما نسقي الزرع، ونتذكرك في قصاصات -ولكنها غير قابلة للحرق- فأنت معنا دائما وأبدا.
"أديبنا الطبيب" احتفلنا بمعرض الكتاب في ثوبه ومكانه الجديد، وقد رأيناك هناك في كل صوب وبين الكتب والأوراق والأرفف كنت هناك، لكن لحظات مرت علينا غريبة حزينة، كانت روحك حاضرة بيننا، مع ذلك فقد كان مذاق ذلك المعرض "كالسكر المر "فقد افتقدناك كثيرا.
Comments