توافقات واختلافات!

هكذا هو الحال في دنيا الناس، يتفقون في أشياء، ويختلفون في أخرى! يتفق أهل الخليج مثلا على ملابس مميزة للرجال وأخرى للنساء، ويشتهرون بها في الدنيا كلها، ويختلفون في تفاصيل بسيطة في كل دولة من دولهم ومنطقتهم، ولللآسيويين ملابس معينة يشتهرون بها، والأفارقة أيضا، والمصريون في القرى والنجوع والمدن لهم ملابس يتميزون بها، ومع هذه الإتفاقات في الشكل مثلا، فإنهم لا يمكن أن يتفقوا في الطباع، ولا درجة الفهم والثقافة والعلم والتدين.

ومع ذلك جرت العادة بين الناس في دول كثيرة، وأكثر وضوحا في بلادنا، فيصفون مثلا أهل هذه المدينة بالكرم والجود وأخرى بالشجاعة والشهامة وثالثة بالمودة والإخلاص، وهكذا، وهذا تعميم باطل لا يجوز عقلا، فإن اتفق الناس في شكل خارجي يميزهم فإنه من غير المعقول أن يتفق أهل بلد بالكامل في صفة واحدة، من الجائز أن يكون هناك طابع غالب ولكنه لا يعد توافقا عند الجميع، ولذلك أقول، التعميم لا ينقل الحقيقة كاملة فلكل قاعدة إستثناءات.