بقلم : عماد شعبان
كثيرا ما كان لدي قناعة تامة أن مصر لديها من الثروات ما تجعل من شعبها يعيش حياة لا تقل عن نظيرتها في البلد المتقدمه، فقد تعلمنا منذ الصغر أن بلادنا تمتلك ثروات صناعية وزراعية عملاقه فضلا عن موقعها الجغرافي بين قارات العالم.
وفي مجال الثروات المصرية يكفي ان نعرف أن مصر كانت تصدر 3 مليون طن صخر رخام (خام) سنويا في 2015 بقيمة حوالي 5 مليار جنيه يتم تصديره لعدة دول مثل ايطاليا وتركيا والصين واسرائيل وغيرهم.
كما أن الرخام يعاد تصنيعه فى تلك الدول ثم يعاد تصديره لمصر تاني بـ 4 أضعاف سعر الخام، بمعنى فى حالة استيراد نفس الـ 3 مليون طن التى تم تصديرهم بـ 5 مليار سنقوم باستيرادهم مُصنعين بـ 20 مليار جنيه، وبذلك تكون خسارة 16 مليار جنيه في كل 3 مليون طن.
إنه الواقع المؤسف بكل المقاييس ولا أبالغ إذا اعتبرت ذلك جريمة في حق كل مصري أن يتم إهدار سنوياً ما يقرب من 2 مليار دولار ( القياس بأرقام 2015 ) فى صناعة بسيطة تحتاج إلى قليل من الجهد.
لذا كان الاهتمام الكبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاستغلال الأمثل لثروات مصر المهدرة حيث تم البدء في تنفيذ مجمع الرخام والجرانيت في سيناء بجفجافه و مجمع الرخام والجرانيت في بني سويف، ومن عجائب القدر واثناء شق جبال الجلالة وانشاء طريق الزعفرانة السخنة تم اكتشاف كنز في جبال الجلالة.
تلك الجبال المكونة من صخور اركي قديمة تضم عروق معدنية، فوراً تحركت الحكومة المصرية بتعليمات سيادة الرئيس وتم الاتفاق مع شركة "بيدريني الايطالية" علي تنفيذ مدينة صناعية عملاقة مكونة من 6 مجمعات رخام، يضم المجمع الأول 9 مصانع منهم 7 لإنتاج الرخام و مصنع لإنتاج الجرانيت ومصنع لإنتاج المستلزمات بالإضافة الى معهد تدريب مهني على حرف صناعة الرخام و اول 3 مصانع في مصر لانتاج مستلزمات الرخام و بلوكاته والمنتج الخرساني الذي يتم انتاجه من هالك صخور الرخام، وقد شاهدنا الرئيس اثناء افتتاح اول مصنعين من المجمع الأول، أما عن باقي المصانع فمن المتوقع انها ستدخل الخدمة تباعاً بالفترة القادمة.
الأمر الآخر مجمع الرخام والجرانيت في بني سويف والذي يتكون من 7 مصانع منهم 5 للرخام و 2 للجرانيت بالاضافة الي مصنع التشغيلات الفنية والمنطقة الإدارية التى تضم مناطق القيادة والسيطرة ، ومكاتب فنية وقاعات التدريب والمؤتمرات ، فضلا عن ثلاث عمارات سكنية للعاملين وقد قام السيد الرئيس بافتتاحه في أغسطس 2018.
وفي عام 2019 قام الرئيس بافتتاح مجمع جفجافة والذي يضم 5 مصانع بتكنولوجيا بالتعاون مع شركة بيدريني الايطالية، الأجمل فى كل ذلك هو وضع استراتيچية لتطوير منطقة شق الثعبان بتكلفة 3.6 مليار جنيه كونها اكبر مدينة صناعية لإنتاج الرخام في الشرق الأوسط والتى تضم حوالي 1900 مصنع.
هذا بخلاف تخطيط مجمعات جديدة للرخام في البحر الأحمر والمنيا وسيناء والتى ستظهر للنور بالفترة القادمه، وبذلك يمكن لمصر ان تصل إلى هدفها الاساسي وهو خروج خام الرخام من مصر في صورته النهائية الامر الذي يجعلنا نحقق الاستفادة القصوى من ثروتنا المهدرة.
وقد تجلى اهتمام القيادة السياسيه في مجال تعظيم قيمة الثروات الطبيعية مثل الرمال البيضاء والسوداء والرخام والفوسفات والغاز الطبيعي وغيرهم مثل مشاريع الاستزراع السمكى والذي جمع حوله عدد من المشروعات مثل مصانع العلف للاسماك ومصانع البلاستيك ومصانع التغليف وكذلك مصانع تجعل من السمك مصدر للتصدير وبأشكال مختلفة ومتنوعة.
وقد تكرر الأمر في مشروع المليون راس ماشيه حيث يتم استغلال الروث فى صناعة السماد و كذلك إعداد المواشي لتكون مصدر لمشتقات الألبان فضلا عن مصانع الالبان وما توفره من فرص للأيدي العاملة.
وفي المجال الزراعي هناك مشروع الـ 2.5 مليون نخلة في توشكي لا يختلف الامر كثيرا حيث لا يتم تصدير التمور الخام بل تم انشاء مصانع حوال مصانع (دبس تمر - مربي تمر - تمور محشية .. الى اخره) والتى يتزايد عليها الطلب خارجيا، هذا الأمر الذي نادي به خبراء الاقتصاد طويلا لما له من أثر إيجابي فى زيادة الصادرات وتخفيض الاستيراد فضلا عن القضاء على مشكلة البطالة.
وفى هذه السطور اعتذر عن تغطية المجالات الأخري التى استطاعت فيها الدوله من إيقاف نزيف هدر الثروات المصرية، لكنني ادعم قيادتنا الحاليه واثمن جهود الدولة فى التنمية فى مختلف المجالات.
Commentaires