يظن الكثير من المسلمين بأن سيدنا عمر بن عبدالعزير هو خامس الخلفاء الراشدين مجازاً لانه حذا حذو الخلفاء الأربعة من حيث العدل والرشد في الخلافة، وهم أبوبكر، وعمر، وعلي، وعثمان رضي الله عنهم جميعا وارضاهم.
وهذا خطأ تاريخي وديني، لأن خامس الخلفاء الراشدين هو سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه وسبط رسول الله ﷺ وذلك لأن رسول الله ﷺ قال في حديثه الشريف (الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم مُلك بعد ذلك) رواه الترمذي.
واحمد وابي داوود بلفظ مختلف وهذا الحديث الشريف تفسيره أن الرسول ﷺ أراد أن يخبرنا ان الحكم في أول ثلاثون عاما بعد موته ستكون خلافة رشيدة. ولو نظرنا الي هذه الحقبة المحددة سنجد أن مدة خلافة الصديق أبو بكر رضي الله عنه استمرت سنتين من 11هـ إلى 13 هـ. وأن خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه استمرت عشر سنوات من 13هـ إلى 23هـ.
أما خلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد استمرت 12 سنة من 23 هـ إلى 35 هـ. ورابع الخلفاء الراشدين كان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي استمر في خلافته خمس سنوات ونصف من عام 35 هـ إلى عام 40 هـ.
ثم ذهبت الخلافة الي خامس وآخر الخلفاء الراشدين سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه والتي قضي بها ستة شهور ثم تنازل عن هذه الخلافة طواعية لمعاوية بن أبي سفيان وذلك لحقن دماء المسلمين.
محققا بذلك نبؤة رسولنا الكريم حينما قال فيه ( إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ ) .صدق رسول الله ﷺ
ولو جمعنا فترة خلافة كل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً لوجدنا أنها تُكمل الثلاثون عاماً التي أشار إليها الرسول الكريم ﷺ في الحديث أعلاه للخلافة الرشيدة متمماً لهم فترة حكم سيدنا الحسن رضي الله عنه.
وليس سيدنا عمر بن العزيز برغم ما اتسمت به فترة حكمه بما فيها من ورع وعدل ورخاء للمسلمين آن ذاك.
Comentarios